
في مشهد يعكس القيم النبيلة للتضامن والتطوع، شهد إقليم بركان خلال شهر مارس 2025، والذي تزامن مع شهر رمضان 1446 هـ، حملة طبية إنسانية واسعة النطاق نظّمها الهلال الأحمر المغربي – فرع إقليم بركان. واستهدفت هذه الحملة إجراء فحوصات للضغط الدموي والقياس السكري لفائدة ساكنة المناطق القروية والحضرية، في مبادرة تطوعية كان لها الأثر البالغ في نفوس المستفيدين.

الحملة التي انطلقت يوم 6 مارس 2025 واختُتمت يوم 28 من الشهر ذاته، جابت مختلف الجماعات الترابية، حيث بلغ عدد الأنشطة المنجزة 18 حملة ميدانية شملت 12 جماعة حضرية و6 جماعات قروية. وشكلت هذه المبادرات الصحية فرصة للكشف المبكر عن أمراض الضغط والسكر، لاسيما في صفوف الفئات الهشة والمسنين وذوي الأمراض المزمنة.

وقد استفاد من هذه الفحوصات المجانية ما مجموعه 2674 شخصاً، من بينهم 1690 امرأة (بنسبة 63.20%) و984 رجلاً (بنسبة 36.80%)، وهو ما يعكس الحضور القوي للنساء في هذه المبادرات الصحية المجتمعية.

وقد انخرط في هذه الحملة 238 متطوعاً ومتطوعة، جسّدوا جميعاً روح العطاء والتطوع، وقدموا خدماتهم في مختلف المواقع المستهدفة. وشهدت الجماعات التي تمت زيارتها تعاوناً كبيراً بين الهلال الأحمر والجمعيات المحلية، ما ساهم في تنظيم العمل بشكل فعّال واحترافي.
انطلقت الحملات يوم 6 مارس 2025 من دار الشباب الزلاقة بمدينة بركان، حيث كان التنسيق مع جمعية ورطاس للتربية والتنمية الحرفية واستقبلت الحملة 96 مستفيدًا، من بينهم 76 إناث و20 ذكور، بإجمالي 16 مشاركًا في التنظيم.

في 8 مارس 2025، انتقلت الحملة إلى دوار أولاد بوبكر الشمالية ودوار قلوج ضمن جماعة أكليم، حيث استهدفت 149 شخصًا بينهم 104 إناث و45 ذكور، مع مشاركة 13 شخصًا في التنظيم.

في 14 مارس 2025، توجهت الحملة إلى دار الشباب بوهديلة بركان، بتنسيق مع جمعية المسيرة للتنمية والإدماج. بلغ عدد المستفيدين 172 شخصًا، من بينهم 134 إناث و38 ذكور، بمشاركة 15 فردًا.

واصلت الحملة جولاتها لتصل إلى أكليم وسط المدينة في 15 مارس، حيث استقبلت 132 مستفيدًا بينهم 98 إناث و34 ذكور. وفي اليوم التالي، 16 مارس، توجهت إلى دوار واد الخميس وأحفير وسط المدينة، حيث شملت 344 مستفيدًا بإجمالي 94 إناث و50 ذكور.

في 17 مارس، كانت المحطة التالية في دوار خروبة بجماعة مداغ، حيث بلغ عدد المستفيدين 155 شخصًا (119 إناث و36 ذكور)، وتلتها جماعة واولوت في 18 مارس، حيث تم تنسيق الحملة مع جمعية المبصارين بجانب المسجد، واستفاد منها 179 شخصًا.

وفي 19 مارس، كانت الوجهة إلى دوار الرامي 1 بالقرب من مسجد إبراهيمالخليل، حيث استهدفت الحملة 176 شخصًا (109 إناث و67 ذكور).وبتارخ 21 مارس بالحرشة وتجزئة بونوار، بسيدي سليمان /شراعة وبتنسيق مع جمعية المرصد الوطني للسلامة الطرقية.

في يوم 22 مارس، انتقلت الحملة الى دوار كرداد بقيادة بني وريمش بوغربية، حيث استفاد 58 شخصاً من الفحوصات. وتواصلت الحملة يوم 23 مارس لتشمل منطقتين دفعة واحدة: حي لهبيل 1 بسيدي سليمان شراعة (251 مستفيداً)، دوار أولاد البالي بجماعة أغبال (100 مستفيد)، وكل ذلك بتنسيق مع جمعيات نشيطة محلياً، مثل جمعية أسود بني يزناسن وجمعية أولاد البالي باغبال.

ثم حطّت القافلة الرحال يوم 25 مارس بـ دوار المعاريف / البراحلة / لعبادة بجماعة لعثامنة، حيث استفاد 107 أشخاص من خدمات الحملة.
وفي اليوم الموالي، أي 26 مارس 2025، توجهت القافلة نحو دوار بوقشوط تزاغين بجماعة بني عتيق، حيث تم إجراء الفحوصات لـ211 شخصاً، وذلك بتنسيق مع جمعية النهضة السكنية للتنمية.

وفي 27 مارس 2025، كان الموعد مع حي القدس /الحي الغربي ببركان، حيث استفاد 147 شخصاً من المبادرة، بتنسيق مع جمعية الرحمةللايواء.
أما المحطة الأخيرة فكانت لدى ساكنة سيدي سليمان شراعة قرب ساحة البنك الشعبي، يوم 28 مارس 2025، حيث بلغ عدد المستفيدين 248 شخصاً، بفضل مجهودات جمعية الشعلة للثقافية والتربية.
وقد شكّلت هذه الحملات نموذجاً يحتذى به في العمل الميداني التطوعي، وعكست التزام الهلال الأحمر المغربي بمواكبة احتياجات الساكنة الصحية، خاصة في شهر رمضان الذي يُعد فرصة للرحمة والإحسان. ولعلّ أهم ما ميز هذه المبادرة هو المقاربة التشاركية التي انبنت على التنسيق المحكم مع النسيج الجمعوي المحلي، ما أتاح توسيع نطاق الحملة وضمان استفادة أكبر عدد ممكن من المواطنين.
- تكريم الجهود الميدانية لإنجاح الحملات التكوينية ببركان
في لوحة من العطاء والمسؤولية، تتقدم أسرة التنسيق الإقليمي ببركان بجزيل الشكر والعرفان للمكتب الإقليمي برئاسة السيد عمر حمدي، وبتأطير إداري محكم من الكاتب العام الدكتور مصطفى بلعادل، على ما بذلاه من مجهودات لوجيستيكية وتنظيمية وفّرت كل مقومات النجاح لسير الحملات التكوينية بسلاسة وفاعلية.
كما يُسجَّل بتقدير كبير الدور الريادي الذي اضطلع به المنسق الإقليمي الأستاذ رابح الحنفي، رفقة السيدات والسادة المنبهين، الذين واكبوا هذه الحملات ميدانياً، وأشرفوا على الدورة التكوينية التي استفاد منها 50 من المنقذات والمنقذين، والذين أبانوا عن حسّ عالٍ من التضحية والانضباط.

وقد تميزت هذه المحطة التكوينية بمشاركة فعّالة لمجموعتي بركان وأحفير، اللتين خضعتا لدورة مكثفة، عرفت إشراكاً فعّالاً وتنسيقاً محكماً مع السلطات الإقليمية، إلى جانب التعاون المثمر مع عدد من الجمعيات المحلية، ما أعطى لهذه المبادرة بعداً تشاركياً يعكس روح العمل الجماعي والمسؤولية المجتمعية.
