تشهد مدينة وجدة تحوّلًا مهمًا في تدبير مجال الدفن، بعد صدور القرار الجماعي عدد 51 بتاريخ 19 نونبر 2025، والمؤشَّر عليه من طرف والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنكاد في 13 نونبر الجاري، والقاضي بإغلاق مقبرة الشهداء بصفة نهائية ابتداءً من فاتح دجنبر 2025.
ويأتي هذا القرار بناءً على محضر المعاينة والإحصاء المنجز بتاريخ 23 أكتوبر 2024، الذي أكد نفاد القبور الفارغة المتبقية بالمقبرة التي تُعدّ من أعرق فضاءات الدفن بالمدينة، وكذا استنادًا إلى مقرر المجلس الجماعي خلال دورته العادية لشهر أكتوبر 2025، والذي خلُص إلى ضرورة إنهاء العمل بالمقبرة لعدم قدرتها على استيعاب أي دفن إضافي.
هذا الوضع دفع المجلس الجماعي إلى الإعلان رسميًا عن توقيف عملية الدفن بمقبرة الشهداء ابتداء من 1 دجنبر 2025، وتحويل جميع عمليات الدفن نحو مقبرة السلام الواقعة بشارع زايد بن سلطان آل نهيان، والتي تم تهيئتها لتكون البديل الرسمي للمقبرة المغلقة.
ورغم أن قرار الإغلاق كان متوقعًا منذ سنوات بسبب امتلاء مقابر المدينة الرئيسية مثل سيدي يحيى، سيدي محمد، وأجزاء واسعة من مقبرة سيدي معيزة، فإن الواقع الجديد يفتح نقاشًا واسعًا حول الحاجة إلى مخطط جهوي شامل لتنظيم قطاع الدفن، وتوسيع أو إحداث مقابر جديدة تستجيب للزيادة الديموغرافية واتساع رقعة المدينة.
كما يطرح انتقال عمليات الدفن إلى مقبرة السلام تحديات عملية، من ضمنها بُعد المقبرة الجديدة عن بعض الأحياء، وصعوبة التنقل بالنسبة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى ضرورة الرفع من جودة الخدمات، وتحسين الولوجيات، وتعزيز الإنارة والتأمين، وتوفير مساحات مهيكلة تحترم الضوابط الصحية والدينية.



