في لحظة استثنائية تختزل عمق الانتماء الوطني وتؤكد مكانة الثقافة في مشروع التنمية المستدامة، عاشت مدينة بركان هذا اليوم الجمعة 7 نونبر 2025 على وقع حدث ثقافي بارز تمثل في افتتاح دار الثقافة ببركان.
حدث حضاري جاء تتويجاً لمسار طويل من العمل والتعاون بين مختلف المتدخلين، وتزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، في تجسيد بليغ لروح الوطنية المتجددة وللإرادة الملكية السامية التي تجعل من الثقافة ركيزة أساسية للنهوض بالإنسان المغربي وبناء مغرب الإبداع والهوية.
وقد شكّل هذا الافتتاح لحظة احتفاء جماعي، جمعت بين رمزية المناسبة الوطنية ووهج الإشعاع الثقافي الذي تعرفه جهة الشرق عموماً وإقليم بركان خصوصاً.
- حفل الافتتاح: رمزية وطنية وإشعاع ثقافي
انطلقت فعاليات اليوم الأول، الجمعة 7 نونبر 2025، في تمام الساعة العاشرة صباحاً بحفل استقبال رسمي، عزفت خلاله الفرقة النحاسية النشيد الوطني المغربي، تلتها فقرات فلكلورية أضفت طابعاً احتفاليًّا على المناسبة.
وقدّم أطفال بركانيون يرتدون الزي التقليدي المغربي باقات ورد إلى الضيوف، قبل أن يتم قص شريط الافتتاح إيذاناً بانطلاق مرحلة جديدة في الحياة الثقافية للإقليم.
عقب ذلك، قام الوفد الرسمي بجولة داخل مرافق دار الثقافة للتعرف على الفضاءات المتنوعة التي تضمها هذه المعلمة الثقافية.

- حضور رسمي ووازن
عرف الحفل حضور السيد محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، والسيد عامل إقليم بركان، ومدير وكالة تنمية أقاليم جهة الشرق، إلى جانب البرلمانيين، ورؤساء الجماعات، ورؤساء المصالح الخارجية، وأعضاء المجالس المنتخبة، وممثلي جمعيات المجتمع المدني، والمنابر الإعلامية المحلية والجهوية والوطنية، مما يعكس الأهمية البالغة التي يحظى بها هذا المشروع في المشهد التنموي والثقافي للإقليم.

- كلمة باسم ساكنة بركان: اعتراف بالجميل وتقدير للشركاء
استهل الحفل بكلمة ترحيبية ألقاها عز الدين الرفاعي باسم ساكنة الإقليم، عبّر فيها عن عميق الامتنان لكل من أسهم في إخراج هذا المشروع إلى الوجود، موجهاً شكره إلى وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وعمالة بركان، والمجلس الإقليمي، والمجلس الجماعي، ووكالة تنمية أقاليم جهة الشرق.
كما تمّت تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم بصوت المقرئ عبد الرحيم السغروشني، ثم أداء تحية العلم الوطني في مشهد مهيب يجسد روح الانتماء والوحدة الوطنية.

- السيد محمد جلول: دار الثقافة ثمرة إرادة جماعية ومثال للتعاون المؤسساتي
في كلمته المتميزة، عبّر السيد محمد جلول، رئيس المجلس الإقليمي لبركان، عن سعادته البالغة بهذا الإنجاز الذي وصفه بـ”اللحظة التاريخية في مسار التنمية الثقافية للإقليم”، معتبراً أن دار الثقافة ليست مجرد بناء هندسي جميل، بل رمز لحيوية بركان وانفتاحها على الفكر والإبداع.

وأكد أن هذا المشروع يُجسّد الإرادة المشتركة للنهوض بالفعل الثقافي والفني وجعل الثقافة رافعة للتنمية والمواطنة.
كما أشار إلى تزامن الحدث مع القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي الذي جدد التأكيد على مغربية الصحراء ومصداقية مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مبرزاً أنه انتصار جديد للدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله.

ولم يفت السيد محمد جلول الإشادة بالعامل السابق على إقليم بركان الذي واكب المشروع في مراحله الأولى، والعامل الحالي الذي أولاها عناية خاصة وتتبعاً دقيقاً لتجاوز كل الصعوبات التقنية والإدارية، حتى ظهر الصرح في أبهى حلة.
واختتم كلمته بتوجيه شكره لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، ولمجلس جماعة بركان، ولوكالة تنمية أقاليم جهة الشرق، مع تحية خاصة للسيد فوزي لقجع على دعمه الدائم للمشاريع الثقافية والتنموية بمدينة بركان.

- السيد محمد إبراهيمي: الثقافة رافعة للتنمية وترسيخ للهوية الوطنية
من جانبه، عبّر السيد محمد إبراهيمي، رئيس المجلس الجماعي لبركان، عن فخره واعتزازه بهذه اللحظة التاريخية التي اعتبرها لبنة جديدة في صرح التنمية الثقافية بالمدينة، ومتنفساً جديداً لأبناء بركان في مجالات الفن، والأدب، والمسرح، والموسيقى.

وأكد أن افتتاح دار الثقافة في هذا التوقيت ليس صدفة، بل رسالة قوية تؤكد أن الثقافة هي أساس بناء الإنسان وترسيخ الهوية الوطنية المتجددة، حيث بالثقافة نبني الإنسان وبالإنسان نبني الوطن.

كما ربط هذا الحدث البهيج بملحمة المسيرة الخضراء المجيدة وبالقرار الأممي الأخير حول قضية الصحراء المغربية، مشيداً بالرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.

واختتم السيد إبراهيمي كلمته بتقديم شكره الخالص للوزير محمد المهدي بنسعيد على دعمه ومواكبته للمشروع، وللسيد المدير العام لوكالة تنمية أقاليم جهة الشرق، ولعامل الإقليم، ولرئيس المجلس الإقليمي، وكافة الأطر والمهندسين والمقاولين الذين ساهموا في إخراج هذه المعلمة الثقافية إلى الوجود.

- عرض شريط فيديو توثيقي وحفل ختامي
توج الحفل بتقديم شريط فيديو توثيقي حول مشروع دار الثقافة ببركان، استعرض مختلف مراحل إنجازه وأهدافه المستقبلية، قبل أن يُختتم الحفل بحفل شاي فاخر على شرف الحضور، في أجواء احتفالية مفعمة بالفخر والاعتزاز.

- دار الثقافة ببركان: منارة جديدة للفكر والإبداع
بهذا الافتتاح الرسمي، تُطوى صفحة الانتظار الطويل لتُفتح صفحة جديدة في تاريخ بركان الثقافي، إذ تشكل دار الثقافة اليوم فضاءً مفتوحاً للمواهب والمبدعين، ومنارةً للإشعاع الثقافي بالإقليم والجهة الشرقية عموماً.
وهو إنجاز يؤكد أن الثقافة أصبحت اليوم في صميم التنمية الترابية، وركيزة أساسية لبناء مغرب الحداثة والتنوير.






