
يبدو أن ساكنة الجهة الشرقية على موعدٍ مع نقلة نوعية في مجال النقل السككي، بعد الإعلان عن مشروع الخط الحديدي الجديد الذي سيربط مدينتي الناظور ووجدة عبر بركان، في خطوةٍ من شأنها أن تُعيد رسم خريطة المواصلات بالمنطقة وتُنعش ديناميتها الاقتصادية.
فقد دعت السلطات المحلية بمدينة زايو، التي سيعبرها الخط المرتقب، المواطنين وأصحاب الأراضي في الجماعات الترابية المعنية بالمشروع، وعلى رأسها جماعة أولاد ستوت المجاورة لزايو وجماعة شُويحية، إلى تقديم ملاحظاتهم أو اعتراضاتهم بشأن المسار المقترح، وذلك في إطار مقاربة تشاركية تسبق انطلاق أشغال الإنجاز.

ويُنتظر أن يُسهم هذا المشروع الطموح في تعزيز البنية التحتية للنقل السككي بالجهة الشرقية، وربط المدن الكبرى والأقطاب الاقتصادية فيما بينها، بما ينعكس إيجابًا على الحركة التجارية وتوسيع خيارات التنقل البري والسككي على حدّ سواء.
ويمتدّ الخط الحديدي الجديد على مسافة تقارب 120 كيلومترًا، انطلاقًا من بني أنصار مرورًا بـ الناظور المدينة والناظور الجنوبية وسلوان، مع احتمال ربطه بمطار الناظور – العروي، قبل أن يتجه نحو زايو وأكليم وبركان وربما أحفير، ليصل بعد ذلك إلى مطار وجدة – أنكاد، ثم مدينة وجدة كنقطة ختامية للمسار.
ووفقًا لتقديرات المكتب الوطني للسكك الحديدية بالجهة الشرقية (2025)، يُتوقَّع أن تستغرق الرحلة بين بني أنصار ووجدة، بعد إنجاز الخط الحديدي الجديد، حوالي ساعة ونصف فقط..أما في الوقت الراهن، فلا يتوفر أمام المسافرين الراغبين في التنقل من الناظور إلى وجدة عبر القطار سوى خيار واحد، يتمثل في ركوب القطار المتجه إلى تاوريرت على الساعة التاسعة وسبعٍ وثلاثين دقيقة صباحًا، في رحلة تستغرق نحو ساعة ونصف، يليها انتظار طويل يدوم أربع ساعات بمحطة تاوريرت إلى حين وصول القطار القادم من فاس في حدود الساعة الثالثة وسبع عشرة دقيقة زوالًا، ليصل الركاب إلى مدينة وجدة حوالي الخامسة مساءً، أي بعد رحلة إجمالية تقارب سبع ساعات ونصف.

ويأتي هذا المشروع ضمن رؤية تنموية متكاملة تروم تعزيز جاذبية الجهة الشرقية وربطها بشبكة النقل الوطنية، بما يواكب التحولات الاقتصادية والعمرانية التي تعرفها المنطقة في السنوات الأخيرة، خاصة في محور الناظور – بركان – وجدة الذي يُرتقب أن يتحول إلى ممر تنموي استراتيجي على المستوى الوطني.
انها لنقطة تحول في المنطقة الشرقية وانتعاش للحركة التجارية والسياحية خاصة ربط هذه المدن الثلاث بركان وجدة الناظور بخط مباشر بدون اتصال في وقت وجيز وهكذا يخفف على الساكن معاناة التنقل والانتظار لساعات طويلة، مع مراعاة حقوق اصحاب الأراضي التي سيمر بها هذا الخط والقيام بالتعويض الازم.