
“عندما شاركت كممثل في مسرحية “الورشة” للكاتب الفنان التشكيلي و المسرحي عبد الحفيظ مديوني في سنة 2006 استنتجت أن تجربة الكتابة المسرحية عند مبدعنا هدمت الجدار الرابع في أفق التنظير لمشروع كتابة جديدة. أعمال عبد الحفيظ مديوني لا تكتب من فراغ سواء بأحداثها أو شخصياتها. ابداعات تحدد خارطة لعبها الحكائي بخطوط ومقاسات لم تستعملها بعد القصة أو المسرحية المغربية.
المبدع عبد الحفيظ مديوني هو “سند وباد” يهوى المغامرات وتستهويه قصص عمه البحار “علي”، الذي أحضر له كل التوابل لإعداد مجموعة قصصية بعنوان “أغراب الديار”.
بعدما امتلك الكاتب عددا من خيــــوط القصة والحبكــــة في مجال القصة القصيرة فكر في المقولة المعروفة”بغا يكبر كرشو” أي كتابة الرواية.في يوم من الأيام،وفي إحدى مغامراته مع “سند و باد” تمكن الأستاذ مديوني من الحصول على مصباح سحري يحتوي على جنٍّ، وقال له الجن: “أنا الجني الذي ينفذ رغباتك، فأطلب ما تشاء”. فطلب عبد الحفيظ من الجن الموافقة على كتابته للرواية، ولكن الجن اعترض وقال له إنه لا يستطيع تحقيق هذه الأمور إلا بعد أن يتزوج من ابنة السلطان.
إنها حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة، يقص فيها “سند وباد” على “صانكيشوط” مغامراته السردية…من المسرح و التشكيل إلى القصة والرواية رغم رفضه لشروط مصباح علاء الدين.
استطاع مبدعنا بعد جهد وعناء أن يجمع بين التشكيل و المسرح و القصة قبل ” الصعود إلى الشمس” في رحلة سماوية حيث سدرة المنتهى. تلكم ليست« الحكاية الأخيرة» بين زمن مغامرة عبد الحفيظ مديوني مع ” سند و باد” وزمن الحكي في الرواية المذكورة، إذ يعرج علينا بقصص داخل قصص في تسلسل لا يكاد ينتهي كأننا أمام مسلسل شهرزاد الحكاية الاخيرة. فقرر عبد الحفيظ مرة اخرى حمل المصباح السحري، وهو يمسحه بكل لطف لإزالة الغبار الملتصق عليه، وفجأة ظهر دخان من المصباح…حفر في ثنايا القنديل كوشم على ذاكرة الزمن لا يُمحى على نغمات “أوشام في الزمن “.”
