
✍ إنجاز: الباحث هشام مسكي- طنجة
تعتبر المكتبة العامة والمحفوظات بتطوان أهم الخزانات بشمال المغرب وإحدى أكبر الخزانات على الصعيد المغربي، فقد أهلها موقعها المركزي بقلب مدينة تطوان، وطاقتها الاستيعابية الكبيرة وثروتها الوثائقية الهامة، لتصبح فضاء متميزا للبحث والقراءة يحج اليها الباحثون المغاربة من مختلف أرجاء المغرب.
فالمكتبة العامة والمحفوظات بتطوان هي بمثابة مؤسسة ثقافية علمية تهدف إلى جمع وحفظ وصيانة أوعية المعلومات بأشكالها المتنوعة (التراث الثقافي، الإنساني، والحضاري) هي إذن واجهة لثقافة المنطقة الشمالية بالمغرب وكذلك المتنفس للطلبة والأساتذة بصفة خاصة وللباحثين وطالبي المعرفة بصفة عامة.
يعود تاريخ البدايات الأولى لتأسيس المكتبة العامة والمحفوظات بتطوان إلى سنة 1919م، حيث كوّن الجيش الإسباني مكتبة متنقّلة تضمّ كتب ومجلاّت..، واستمرّت هذه المبادرة إلى أن كان التأسيس الرسمي للمكتبة سنة 1939م، بعد ذلك عرّج على أهم الأحداث المتعلّقة بتاريخ هذه المكتبة مثل تأسيس مديرية المكتبات بطنجة سنة 1941م، وكانت مكلّفة بتدبير المكتبات الصغيرة الموجودة بمنطقة شمال المغرب، كما نهضت بوظيفة تقديم الإيداعات القانونية للإصدارت بنفس المنطقة. في سنة 1999 عرفت هذه المكتبة عملية ترميم وإصلاح وتجهيز وتحديث، بمساعدة الوكالة الاسبانية للتعاون، لتفتح أبوابها سنة 2001 في وجه العموم بعد حفل رسمي ترأسه الملك محمد السادس نصره الله.
تتوزع مصالح المكتبة على طبقات المبنى كالتالي: الطبق الأوّل مخصص للكتب العربية، والطبق الثاني يقتصر على المؤلفات التي كتبت باللغات الأجنبية (الإسبانية، الفرنسية، الإنجليزية، الإيطالية)، وأخيرا الطبق الثالث الذي يضمّ الإدارة والقلب النابض للمكتبة إذ يحتوي على أثمن محفوظات هذه المؤسسة (الكتب النادرة، صور، مخطوطات، وثائق، مسكوكات، الخرائط، المطبوعات الحجرية).
1- قسم الصحف والمجلاّت:
يصل العدد الإجمالي للمجلدات به إلى 12962، تضم هذه المجلدات مختلف الصحف التي كانت تصدر باللغة العربية خلال مرحلة الحماية بالإضافة إلى بعض صحف المنطقة السلطانية والعربية، كما يوجد بهذا القسم دوريات باللغات الأجنبية وعلى وجه الخصوص الإسبانية ثم الفرنسية ويصل عدد هذه الدوريات إلى أكثر من 4900.
2 -القسم المراجع العربية:
يضمّ القسم العربي ما يناهز 20,000 مرجع موزّع على مختلف التخصصات الأكاديمية، منها كتب قديمة لم تعد متوفرة في المكتبات التجارية.
- القسم المراجع الأجنبية:
تتوفّر بهذا القسم مراجع بأربع لغات أجنبية هي الإسبانية، الفرنسية، الإنجليزية ثم الإيطالية. وقد صُنّفت تصنيفا عشريا (يتكوّن من عشرة أقسام، يرمز للمرجع برقم إلى جانب ثلاثة الأحرف الأولى من اسمه العائلي). - عدد المراجع الأجنبية يقدّر بقرابة 18,000.
3- الإدارة وقسم التراث التاريخي:
يوجد بالطابق الثالث وفيه ثمانية شعب:
– شعبة الكتب الناذرة: معظمها باللغة الإسبانية، وبعضها بالإيطالية، يغلب عليها تخصص التاريخ، عددها 1205 كتاب.
– شعبة الكتب العبرية: في هذه الشعبة نجد 423 كتاب. - شعبة الخرائط: عددها 621، أقدم خريطة بها يعود تاريخ رسمها إلى 1683م، وتعنى هذه الخرائط بمناطق: تطوان، طنجة، المغرب، إسبانيا، شمال إفريقيا…
– شعبة الصور: يحدّ التاريخ الذي تغطيّه هذه الصور من سنة 1903 إلى سنة 1980.
عدد الصور يقدّر ب48,000 صورة، وهي مرقمنة جميعها، ومصنّفة بأسماء أصحابها الثلاثة: Garcia Cortes, Soviega, Calvache، يستطيع الباحثون الاطلاع على هذه الصور إلاّ أنّه يمنع استخراجها من المكتبة نظرا لأنّ قانون حماية حقوق الصور يفرض أن تمرّ سبعون سنة على وفاة صاحبها حتى تتمكّن المكتبة من وضعها تحت تصرّف الباحثين.
– شعبة المخطوطات: محفوظ بهذه الشعبة حوالي 2400 عنوان مجموعة في 1076 مجلّد، جميعها مرقمنة، أقدمها يعود إلى القرن الرابع الهجي العاشر الميلادي وهي رسالة في التصوف مصدرها الأندلس. - شعبة المطبوعات الحجرية: يحصر عددها في 479 عنوان، طبعة في مدن: فاس، نيوديلهي، طهران.
– شعبة الوثائق: فيها حوالي 22447 وثيقة، وتتعلّق بفترة قبيل الحماية (المولى الحسن، المولى عبد العزيز، المولى عبد الحفيظ).
– شعبة المسكوكات: تتشكّل من 1500 قطعة نقدية (ذهبية وفضية).




