
كشف الحكم الصادر عن المحكمة الإدارية بوجدة بإلغاء انتخاب رئيسة جماعة يبلغ عمرها 19 سنة عن تناقض القوانين المؤطرة للاستحقاقات الانتخابية.
وتنظر المحاكم الإدارية الابتدائية في طعون انتخابية معروضة أمامها، سيتم بموجبها إلغاء عضوية الشباب البالغين ثمانية عشرة سنة في بعض الجماعات، وترتيب الآثار على ذلك فيما يتعلق بتحمل مسؤولية رئاسة هذه الأخيرة.
واستند القضاء الإداري في إصدار الحكم على مدونة الانتخابات، وخاصة المادة 41 من المدونة التي تشترط بلوغ سن 21 سنة شمسية كاملة على الأقل في التاريخ المحدد للاقتراع للترشح للانتخابات، وهو ما يتناقض مع القوانين الانتخابية الأخرى.
وحدد الفصل 30 من الدستور الذي شروط التصويت والترشح في الانتخابات، في بلوغ سن الرشد القانونية والتمتع بالحقوق المدنية والسياسية، وهو ما ترجمته القوانين التنظيمية المؤطرة للعملية الانتخابية، وخاصة القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب، والقانون التنظيمي المتعلق بمجالس الجماعات الترابية.
وتنص المادة 4 من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب، أن يكون المترشح ناخبا ومتمتعا بحقوقه المدنية والسياسية.
وتنص المادة 4 من القانون التنظيمي المتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية، على نفس الشروط السابقة.
وتنص المادة 122 من القانون التنظيمي لمتعلق باللوائح الانتخابية العامة وعمليات الاستفتاء واستعمال وسائل الاتصال السمعي البصري العمومية خلال الحملات الانتخابية والاستفتائية، على وجوب توفر شرط بلوغ سن الرشد القانونية في تاريخ الاقتراع في من يترشح لانتخابات، وحسب مدونة الأسرة فإن سن الرشد القانونية هو 18 سنة.
- هؤلاء هم المرشحون لرئاسة الجماعات والبالغين لسن أقل من 21 سنة:
- إيمان مداح: السعيدية
في ظل ما يعرفه المجتمع السياسي المغربي من تحولات العمل الحزبي، عجلت ببروز خطابات تصب في خندق تشبيب الهياكل وإعادة سيرورة التنظيمات بضخ نخب جديدة شابة قادرة على دفع عجلة التنمية للأمام، ، تقودها نخب شابة تطمح للتغيير.
وبهذا المنطلق،تقدمت إيمان مداح البالغة من العمر 19 سنة (من مواليد 14 يونيو 2002)، طالبة بالمعهد العالي للتمريض في الانتخابات الجماعية بالسعيدية بالدائرة 10 باسم حزب الإستقلال،وبعد فوزها بالمقعد الانتخابي لدائرتها، حصل حزب الاستقلال على 9 مقاعد في الانتخابات الجماعية بالسعيدية وبذلك كان من المنتظر أن يفوز العضو الأصغر سنا برئاسة المجلس.وبما أن إيمان مداح كانت الأقرب لرئاسة جماعة الجوهرة الزرقاء حتى فاجأتها طعون حزبي الأحرار والتقدم والاشتراكية بكون المرشحة لرئاسة المجلس الجماعي لا تتوفر على السن القانوني للترشح بناء على ما تنص عليه المادة 41 من مدونة الانتخابات في الباب الثاني المتعلق بشروط أهلية الترشح وموانعه الذي حددته المادة 41 من مدونة الانتخابات في شرطين أساسين للترشيح للانتخابات المتعلقة بمجالس الجماعات والمقاطعات هما أن يكون المرشح ناخبا وبالغا من العمر واحدا وعشرون سنة شمسية كاملة على الأقل في التاريخ المحدد للاقتراع. - نجية صديق:جماعة مستكمار بالعيون سيدي ملوك إقليم تاوريرت
أصدرت المحكمة الإدارية بوجدة حكما يقضي بإلغاء فوز الشابة نجية صديق عن حزب الأصالة والمعاصرة، البالغة من العمر 19 لسنة بالمقعد الملحق بالنساء لتفقد رئاسة المجلس الجماعي لمستكمار بالعيون سيدي ملوك إقليم تاوريرت، الذي فازت به في اقتراع 8 شتنبر الجاري.
ويأتي قرار المحكمة إلغاء فوز الشابة نجية التي انتخابها رئيسة لجماعة مستكمر بناء على طعن تقدم به منافسها، حكما قطعيا رقم 2293 يقضي “في الشكل، بقبول الطعن، وفي الموضع إلغاء نتيجة اقتراع 8 شتنبر 2021 للدائرة الانتخابية رقم 07 بمكتب التصويت رقم 01 بجماعة مستكمار لعيون سيدي ملوك إقليم تاوريرت، جزئيا، بخصوص الملحق بالنساء الذي فازت به المطعون في فوزها، نجية صديق، مع ترتيب الآثار القانونية.”
وتبلغ نجية صديق 19 عاما، وتمكنت من الفوز برئاسة المجلس الجماعي لمستكمار بالاحتكام إلى الأصغر سنا بين المترشحيْن لمنصب الرئاسة بعد تساويهما في عدد الأصوات بثمانية أصوات.
و يقول فقهاء القانون هناك تباين واضح بين العمل القضائي ومقتضيات النص الدستوري.
وتشترط المادة 30 من الدستور تشترط فقط بلوغ سن الرشد القانونية للترشح للانتخابات، إلا أن القضاء يشترط في بعض أحكامه وقرارات محكمة النقض وجوب الالتزام بالمادة 41 من مدونة الانتخابات التي تشترط في المادة 41 منها بلوغ 21 سنة.
و ينص الفصل 30 من الدستور على أنه : “لكل مواطنة و مواطن، الحق في التصويت، وفي الترشح للانتخابات، شرط بلوغ سن الرشد القانونية”.
وهذا يعني أنه ووفقا للدستور فإن السن القانونية للتسجيل في اللوائح الانتخابية هو نفس السن المعتمد للترشح لنفس الانتخابات ،وهو السن الذي نصت عليه المادة 3 من القانون 57.11 المتعلق باللوائح الانتخابية العامة ، والسن القانوني بحسب مدونة الأسرة ضمن المادة 209 هو 18 سنة بينما حددته المادة 41 من مدونة الانتخابات في 21 سنة شمسية كاملة على الأقل بتاريخ الاقتراع.
نورة تحوسة:جماعة سيدي بورجا إقليم تارودانت
تمكنت الطالبة نورة تحوسة التي لا يتجاوز عمرها ال19 ربيعا من إنتزاع رئاسة الجماعة القروية سيدي بورجا إقليم تارودانت ،واستحقت بذلك الشابة المرشحة باسم حزب الإتحاد الاشتراكي أن تنال لقب أول وأصغر رئيسة بالمغرب، وأول طالبة جامعية في أسدسها الأول تقود جماعة قروية..
وتجدر الإشارة إلى أن الشابة نورة تعتبر أصغر مرشحة في إقليم تارودانت عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من مواليد سنة 2002 وهي الآن طالبة في السنة الأولى بجامعة ابن زهر”.
وقد لقي هدا الخبر تفاعلا كبيرا عبر وسائل التواصل الإجتماعي معتبرين ان تشجيع الشباب واعطائهم الفرصة في التسيير أمر مهم جدا وخاصة ان هده الإستحقاقات عرفت مشاركة العديد من الشباب في مختلف الجماعات
إلهام بلكاس:جماعة سيدي الذهبي دائرة بن احمد الشمالية إقليم سطات
حينما يصبح الطموح راسخا، وتتضافر كافة الظروف لتحقيقه، يغدو الأمل في المتناول، حتى وإن اعترضت طريقك متاعب جلية لثنيك عن بلوغ مرادك الذي راودك منذ الصغر.
إلهام بلكاس فتاة قروية ذات الـ18 ربيعا، تشاء الصدف الجميلة، نظير استماتتها وإصرارها على بلوغ التحدي، أن تنتخب رئيسة لجماعة سيدي الذهبي دائرة بن احمد الشمالية بإقليم سطات، بعد نجاحها في الانتخابات الجماعية ليوم 8 شتنبر، لتصبح بذلك أصغر رئيسة جماعة ترابية على الصعيد الوطني.
عزيمتها ومثابرتها ودعم محيطها العائلي، ومساعدة مناصريها من أبناء قريتها، ساعدها كثيرا على تجاوز “دهشة البداية” لتتغلب بعد إعلان نتائج الاقتراع على منافسها، والذي هو في الحقيقة ليس إلا الرئيس السابق للجماعة نفسها.
هي في الأصل تلميذة تتابع دراستها بمستوى الثانية باكالوريا، بثانوية باجة، شعبة العلوم التجريبية، ترشحت باسم حزب التجمع الوطني للأحرار وكان لها ما أرادت، إذ فازت يومها بـ11 صوتا من أصل 18، ولم يحصل منافسها سوى على 7 أصوات.
تؤكد إلهام في تصريح مقتضب لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأمر لم يكن سهلا بالنسبة لها أن تشارك في الانتخابات بكل ما يتطلبه الأمر من تجربة وتنافس ومواجهة مرشحين لهم باع وصيت في المنطقة.
لكن الأمر يصبح سهل المنال، تضيف أصغر رئيسة جماعة ترابية بالمغرب، “إذا تسلحت بالعزيمة والإرادة والثقة في النفس، وكانت نيتك حسنة في تحقيق آمال الساكنة والترافع عن قضاياها بكل إصرار”.
وأردفت هذه الشابة، التي تقر بأن والدها هو عامل بناء، دون أن تشعر بحرج ” أنها تحس بسعادة غامرة بعد انتخابها رئيسة لجماعة سيدي الذهبي، ويغمرها فرح كبير لكونها حققت طموحها الذي راودها منذ الصغر لولوج عالم السياسة من بابه الواسع”.
إلهام ملهمة التلاميذ خاصة، الشباب عامة في مواجهة التحديات، والتغلب على الصعاب، تقول ، وهي تنتشي بهذا الإنجاز غير المسبوق، ” أملي الكبير هو أن أسهم في تنمية جماعتي، وأن أساعد أبناء وبنات بلدتي في أن ينعموا بفضاء كريم للعيش والاستقرار”، مؤكدة أن جماعة سيدي الذهبي، القرية الجميلة التي ترعرعت بين أحضانها، تعاني اختلالات تنموية جمة وتفتقد لأبسط ضروريات العيش، ولذلك كما قالت، ستعمل جاهدة بمعية مساعديها في مكتب الجماعة على تحقيق متطلبات الساكنة.
وشددت الرئيسة الجديدة لجماعة سيدي الذهبي، التي تعترف بفضل خالها عليها والذي شجعها على خوض غمار العمل السياسي، على عزمها المضي قدما بكل ما أوتيت من ثبات وجهد في أن تنهض بجماعتها وتحقق انتظارات الساكنة التي منحتها الثقة في تولي هذه المهام التمثيلية عن جدارة واستحقاق.
بيد أن هذا الإنجاز جعلها، مع ذلك تدرك، كما قالت، حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، مشيرة إلى أن التواصل والإنصات لهموم الساكنة هو شعارها الذي ستوليه عناية كبيرة من أجل النهوض بهذه الجماعة وتحسين بنياتها التحتية، والارتقاء بالخدمات الاجتماعية لفائدة أبناء المنطقة من الفئات الهشة.
ولفتت إلى أن توليها هذه المهام الانتدابية لن يثنيها عن متابعة دراستها بعد نيلها شهادة الباكالوريا، مشددة على أنها ستولي أيضا عناية بالغة للفتاة القروية التي تعاني من الهشاشة، وستعمل على حل مشكل النقل المدرسي الذي يضطلع بدور كبير في محاربة الهدر التعليمي وخاصة في العالم القروي .
ولأن العمل السياسي برأيها مرادف للتنمية، إذا تحققت الإرادة والنوايا الحسنة، دعت إلهام كافة الشباب من أبناء وبنات منطقتها إلى الانخراط في العمل السياسي لأنه السبيل الأمثل للنهوض بالتنمية في العالم القروي.
ومادام الأمر يتعلق بشابة بهذه المواصفات الرفيعة، عمت بعد إعلان نجاحها في الظفر برئاسة الجماعة، التهاني والتبريكات صفحة إلهام على موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك)، تقديرا لها على نجاحها في هذه الاستحقاقات الانتخابية، كما لم يتوقف هاتفها عن الرنين بحكم حجم المكالمات التي تقاطرت عليها من أفراد عائلتها، ومن مناصريها، وكذا من قياديي الحزب الذين سارعوا إلى تهنئتها متمنين لها التوفيق في مهامها التمثيلية.
وتتحدر هذه الشابة النجيبة من دوار القواسمة أولاد بن عريس بجماعة سيدي الذهبي، حيث تتابع دراستها بثانوية باجة، وبيت القصيد في حياتها هو أن هذه الثانوية تبعد عن منزلها بسبعة كلمترات. وهذا يبرز بجلاء أنها تحملت كثيرا قبل الوصول إلى المستوى الثانوي، وهي بذلك تنجح أيضا في تحدي الصعاب من أجل الدراسة والحياة.
فهذه التلميذة النجيبة، التي عضت على الصبر والتحمل بالنواجد، حتى أصبح لها شأن رفيع كممثلة لأهالي منطقتها، هي ابنة ربة بيت، وهذا يدل على أن حياتها سارت في النهج الصحيح، الذي سيجعل الشباب يأخذون منها العبر، وحتى كيفية التعاطي مع الحياة بطريقة صحيحة وناجعة.
بعد أيام ستلتحق إلهام بثانويتها، ودون شك ستمنح لزميلاتها وزملائها في الدراسة شحنات من التحدي المفضي للغايات والأهداف، والذي لن يتحقق إلا بالعمل والمثابرة، وهذا هو أول درس سيتلقاه تلاميذة ثانويتها خلال هذه السنة
- رمضان بوفريوة:تاركة وساي جهة كلميم وادنون.
جماعة ترگى وساي القروية بإقليم أسا الزاك الواقعة بجهة كلميم واد نون جنوب المغرب، هنا تم انتخاب أصغر رئيس جماعة بالمغرب.. والمسمى رمضان بوفريوة.
رمضان البالغ من العمر 20 سنة ، ولد بذات الجماعة سنة 2001، وبها تابع دراسته الإبتدائية قبل أن ينتقل لجماعة القصابي المجاورة لمتابعة دراسته الثانوية إلا أن القدر حال وبين اتمام رمضان لمشواره التعليمي.
فظروفه الاجتماعية الصعبة فرضت عليه للخروج للعمل من أجل كسب قوت يومه وإعالة أسرته وفقا لما أوردته مواقع محلية.
بوفريوة اختار دخول الإنتخابات المحلية الأخيرة، وقدم نفسه كمرشح شاب ووجه جديد بألوان حزب التجمع الوطني للأحرار، وحاز ثقة ناخبي الدائرة 5 وبعدها ثقة زملائه المستشارين بمجلس جماعة ترگى وساي، ليكون بذلك أصغر رئيس جماعة بالمغرب بعد زميلته الفتاة والتلميذة ذات 18 سنة ورئيسة جماعة سيدي الذهبي بإقليم سطات.
فهل سينجح هؤلاء الشباب في المهام الثقيلة التي اسندت إليهم كرؤساء لجماعاتهم ليزكوا التجربة ويعلنوا نجاحها أم أن الأمر سيكون غير ذلك؟