
شهرة مدينة وجدة هذه الأيام، تكمن في عجز مجلسها الجماعي في محاربة ظاهرة الكلاب الضالة. فقد صارت الظاهرة وطريقة تدبيرها حديث الخاص والعام محليا، جهويا ووطنيا، حيث تطرق عدد من المواقع وطنيا لهذا الموضوع.
فلا حديث للوجديين هذه الأيام سوى عن ظاهرة الكلاب الضالة التي تؤرق راحة الساكنة، فبعدما كنا نصادف بعض الكلاب بأماكن بعينها، أصبحت اليوم كل الأحياء والشوارع تعج بجحافل الكلاب منها بالخصوص أمام مقر جماعة وجدة وبمحيط مستشفى الفارابي والمستشفى الجامعي وأمام المدارس والمساجد، بل لم تسلم منها حتى الاحياءالراقية.
والسؤال العريض الذي يطرح نفسه بالحاح، هو كيف فقد مجلس جماعة وجدة بوصلته في وضع حد للظاهرة، وهل الأمر يتعلق باستراتيجية محكمة ام بمجرد زوبعة في فنجان؟
الكل يذكر أن موضوع الكلاب الضالة كان قد طرح كنقطة بدورات المجلس ورصد لها زمن غير قصير من النقاش وميزانية إحداث مركز خاص بهذه الكلاب وتعقيمها ووو….غير أن واقع الحال يظهر أشياء أخرى غير هذه البروبغندا التي سبقت الحملات المحتشمة وهي أن الجماعة افتقدت لاستراتيجية محكمة، خاصة ما تعلق بالجانب اللوجيستيكي، فمصلحة حفظ الصحة والمحافظة على البيئية مثلا والمكلفة بجمع الكلاب لا تتوفر سوى على سيارة واحدة لتغطية المدينة شمالا جنوبا شرقا وغربا، التي تعرف انتشارا متزايدا للكلاب التي أصبحت يوما بعد آخر تهدد حياة السكان.
لذا وجب على الجماعة توفير لوجيستيك وآليات كافية لانجاح عملية محاربة الظاهرة، وإذاك نستطيع الحديث عن اهتمام المنتخبين بالشأن المحلي والعام للسكان قولا و فعلا.


