
صراحة كلما مررت عبر هذا المدخل الرائع و الذي يغيب عن جل أبناء وجدة الحبيبة رمزيته إذ بالنسبة للجميع فهو مدخل لحديقة و كفى بينما هو مدخل يجسد عبقرية مصمم هندسي اختار للمدينة صورة زرافتين واقفتين الواحدة قبالة الأخرى، لأي سبب و من يدري؟ هل كان بالحديقة زرافات؟ هل كان في المدينة حديقة تضم حيوانات أخرى و الزرافة من بينها، المتخصصون في الذاكرة هم من لهم القدرة على الجواب.
و لكن أن يتجرأ بعض الذين لا هم لهم ولا شأن ولا غيرة لهم على المدينة و يعلقون على هذه الباب لافتات تطمس هوية الباب و المدخل وتفوت على الكثير فرصة أخذ صور جميلة بجانبه، و يأتي بعض ال….. ليحدثوننا في كلماتهم بلكناتهم و لغاتهم المتعددة عن ضمان جاذبية للمدينة عبر العناية بمآثرها، أليست هذه الحديقة معلمة من المعالم؟ أليس هذا الباب أكبر معلمة تحتاج إلى إضاءة تزيد في رونقها و جمالها؟ نظافة يومية؟
لا أريد التطرق إلى الكروسة الموضوعة قرب المدخل سواء تلك التي تنتمي للتجارة غير المهيكلة أو تلك التي ربما هي تابعة لمؤسسة ما، ألا يمكن الإشارة لمستغليها بالوقوف بعيدا بمسافة عن الباب، لا ندعو لقطع رزق أحد لكن صراحة مقزز منظر مثل هذا، و لعل العربة التي كان مركونة قرب باب الغربي كانت تشكر المنظر الفوضوي نفسه، يخرج السياح من الفندق يريدون أخذ صورة تظهر عليها العربة لولا أن تم الإشارة لإزاحتها بحيث لا تظهر في الصورة التي نشتهي أن تجوب العالم عبر السيلفيات في شكل carte postale لكن هيهات.
أتذكر يوما أن أحد المسؤولين الكبار من دولة عظمى مر يوما عبر حديقة للا عائشة، بينما حاول أخذ الصورة مر بحفرة موجودة قرب الأضواء الثلاثية سقط منه هاتفه بحكم الرجة الأرضية للحفرة، و لما سعى للنزول لتأمل المكان بدا من وسط الطريق قطيع من الكلاب الضالة التي ترابض و ترابط يوميا هنا، شبع صورا من المكان، ثم انصرف ساخرا من مدينة حج ممثلون منها إلى البحث عن سبل تعزيز روابط الثقافة بينما الكلاب الضالة و الحفر و الظلام الدامس يعج في هذا المحور الطرقي الذي يوجد في شريان أكبر شوارع وجدة.
توقيع: د جمال حدادي