
أثار محمد الزين مفتش حزب الاستقلال الكثير من الحبر عقب الكلمة التي القاها في حضور القنصلة العامة الفرنسية المعينة مؤخرا، بمقر جماعة وجدة، في إطار جولتها للمدينة. وكيفما كان محور المداخلة أو اللغة التي ألقيت بها، فإن الجانب الدبلوماسي كان غائبا وعرى بكثير من الوضوح الذي لا يدع أي مجال للشك والجدل، أن القامات السياسية بوجدة، بدأت تأفل يوما بعد آخر وأن الفراغ السياسي ترك المجال لممارسات قد تجر على أصحابها عواقب وخيمة، أو على الأقل يعرضهم لموجة من السخرية والتهكم.
فلو كان الخطاب بلغة الدبلوماسية الفرنسية مع ترك الخوض في قضية الوحدة الترابية الموكولة لأصحاب الشأن السياسي ببلدنا، لكانت مساحة الانتصار الدبلوماسي أكبر.
إن مداخلة محمد الزين تنم عن أن الرجل بعيد كل البعد عن مستجدات العلاقة المغربية الفرنسية التي تعرف مرحلة جديدة تنبني على طي صفحة الماضي والبدء في مرحلة جديدة أسسها الاعتراف بمغربية الصحراء والوضوح في المواقف.
لو كان الزين متتبعا جيدا لإحقاقات الدبلوماسية المغربية، لعلم أن خسائر فرنسا والجزائر كبيرة جدا،وأن الاولى لم تجد مناصا من الرجوع إلى الشريك التقليدي، بمنطق الربح المتبادل، بعيدا عن منطق “الضرة والعشيق”.
ما وقع خلال جولة الدبلوماسية الفرنسية، يؤكد أن القائمين على الشأن المحلي/ أخص بالذكر جماعة وجدة، لم يقوموا بالإعداد القلبي لمثل هذه المحطات التي تسجل فيها كل كبيرة وصغيرة، ويقاس على ضوءها مستوى المسؤولين والمنتخبين، وقد تكون مرجعا لخطوة سوسيو اقتصادية أو سياسية أو غيرها.