
في بادرة إنسانية راقية تعكس قيم الوفاء والاعتراف بالجميل، نظّم المكتب الإقليمي للهلال الأحمر المغربي ببركان حفل تكريم للرياضيين القدامى والمتوفين، تقديرًا لمسيرتهم الحافلة بالعطاء وإسهاماتهم الجليلة في إثراء المشهد الرياضي المحلي والدولي. أقيم هذا الحفل يوم 13 مارس 2025، عقب صلاة التراويح، بمقر نادي نهضة بركان لكرة القدم، وسط حضور وازن من الفاعلين الرياضيين والمسؤولين ومحبي الرياضة في المدينة.

لحظة وفاء لأسماء حفرت مجدها في تاريخ الرياضة البركانية
افتُتح الحفل بتلاوة عطرة لآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها أداء النشيد الوطني المغربي، في أجواء مفعمة بالفخر والاعتزاز. ووسط مشاعر التأثر والتقدير، تم تكريم نخبة من الشخصيات الرياضية التي كان لها بالغ الأثر في تطوير الرياضة البركانية وإعلاء رايتها.
ومن بين الرياضيين القدامى الذين حظوا بالتكريم:
ناجم لهبيل، الرئيس السابق لفريق نهضة بركان خلال موسم 1974-1975، ومن 1988 إلى 1992.
بو عبد الله عبد المجيد، رئيس نهضة بركان في عصرها الذهبي خلال الثمانينيات، حيث قاد الفريق من 1981 إلى 1987.
مكاحلي قويدر، أحد أبرز لاعبي كرة السلة في بركان، ورئيس نهضة بركان لكرة السلة لموسمي 1999-2001.
الطالبي رحال، بطل المغرب في رياضة القفز بالزانة، وممثل المغرب في أولمبياد ميونيخ 1972.

كما شمل التكريم شخصيات رياضية بارزة ساهمت في تحقيق العديد من الإنجازات والألقاب لفريق نهضة بركان، وساهموا في نهضته الكروية، حيث أضافوا إلى خزائنه كأس العرش، وكأس الكونفدرالية الإفريقية، مع اقتراب الفريق من التتويج بلقب الدوري المغربي. ومن بين هؤلاء:
عبد الحكيم بن عبد الله، الرئيس الحالي للنادي، الذي برز كواحد من أنجح القادة الذين أحدثوا تحولات جذرية في أنديتهم. فمنذ انتخابه رئيسًا لنهضة بركان في 22 غشت 2019، شكّل نموذجًا للقيادة الحكيمة والرؤية المتجددة، حيث رسّخ سياسة احترافية عزّزت من مكانة الفريق محليًا وقاريًا.
عبد المجيد مضران الرئيس المنتدب لفريق نهضة بركان،أحد الأسماء التي ساهمت في ثورة “البرتقالي”، ويمتد تأثيره إلى كرة السلة، التي ترك فيها بصمات واضحة.

استحضار أرواح رجال صنعوا الأمجاد
لم يكن الحفل مجرد لحظة احتفالية،بل محطة لاستحضار ذكرى الرياضيين الذين غادروا الحياة،تاركين إرثًا رياضيًا خالدًا سيبقى محفورًا في ذاكرة المدينة. وقد تم تكريمهم في لحظة مؤثرة،ومن بينهم:
بوعزاوي لحبيب – جعلول مصطفى – وهاب محمد – جلول عبد الرحمان – بكاوي حسن – يوسفي يحيى – بلختر حماد – بنعلي توهامي – أبو القاسمي بكاي – وشكرادي عبد الحفيظ – برازي عبد القادر – مدني عبد الغاني – عيبودي ميمون – فشات محمد – مركوم أحمد – ستوتي ميمون – لوكيلي سعيد – بنسعد ميمون – بوتشيش عبد النبي – زروالي زكرياء – عمراوي عبد القادر – الدكتور تيو ماليزيو – وشاني محمد – بلختير بنيونس – عبد السلام شاطو – هرو محمد – القايد فتحي محمد – الحاج حماد بوراس – الحاج شاطر محمد – بنعامر أحمد – يوسفي محمد – الحاج طيبي إبراهيم – الميلودي علي – طايف عبد الحفيظ – مصطفى الغازي – محمد تيجيني – حماد يشاوي.
وكانت هذه اللحظة من أكثر فقرات الحفل تأثيرًا، حيث غمرت مشاعر الحنين والاعتزاز الحضور، في تجسيدٍ حي لقيمة هؤلاء الأبطال في تاريخ الرياضة البركانية.

إضفاء لمسة خاصة على الحدث
تميّز الحفل بتنشيط الإعلامي المتميز صالح علالي، الذي أضفى لمسة رائعة على هذه المناسبة،من خلال استحضاره لطرائف ونوادر عن المحتفى بهم، ما أضفى أجواءً إنسانية دافئة على التكريم.
وفي ختام هذه الأمسية التكريمية،اجتمع الحاضرون حول حفلة شاي أقيمت على شرف المُكرَّمين وعائلات الرياضيين الراحلين، في لحظة سادها الامتنان والعرفان لكل من ساهم في رفع راية الرياضة البركانية.

رسالة الحفل: العطاء لا يُنسى
بهذا التكريم، وجّه المكتب الإقليمي للهلال الأحمر المغربي ببركان رسالة بليغة مفادها أن العطاء لا يُنسى، وأن الأبطال الذين صنعوا المجد يستحقون أن يُحتفى بهم، أحياءً كانوا أو في ذمة الله. فالرياضة ليست مجرد منافسة،بل إرث تتناقله الأجيال، وذكرى تُخلَّد في سجل الزمن.



