
في عالم كرة القدم، هناك أسماء لا تتصدر العناوين، لكنها تلعب دورًا محوريًا في نجاح الفرق، ومن بين هؤلاء الجنود المجهولين، يبرز اسم محمد مركوم، المكلف بالأمتعة في نهضة بركان، الذي أضحى رمزًا للوفاء والتفاني داخل أسوار الفريق البرتقالي.

وُلد محمد مركوم سنة 1981 بمدينة بركان، حيث ترعرع وسط أجواء عشق كرة القدم، قبل أن يصبح جزءًا لا يتجزأ من نهضة بركان. في موسم 2012-2013، ومع صعود الفريق إلى دوري المحترفين، تسلّم رسميًا مهمة المكلف بالأمتعة، ليبدأ رحلة من العطاء المستمر، ليس فقط كمسؤول عن تجهيزات الفريق، بل كـهمزة وصل بين جميع مكوناته، ما جعله أحد حجر الزاوية داخل الكتيبة البرتقالية.

ولأن العشق لا يُصطنع، فإن ارتباط مركوم بنهضة بركان لم يكن وليد اللحظة، بل سبق له أن رافق الفريق كمشجع مخلص، متتبعًا لمسيرته أينما حل وارتحل، حتى أنه كان يضرب عن الطعام خلال المباريات حتى يطمئن على النتيجة النهائية.

رغم سنوات الاغتراب بمعهد مولاي رشيد خلال موسم الصعود إلى الدوري الاحترافي المغربي، لم يفتر شغف مركوم بنهضة بركان، ليعود إليه بروح المحارب، حالمًا برؤية فريقه يتوج بالألقاب،خصوصًا بعد الخسارة المريرة في نهائي كأس العرش 2014 أمام الفتح الرباطي.
رغم أن الحلم طال انتظاره،إلا أن محمد مركوم ظل يؤمن بأن المجد قادم، وهو ما تحقق بفضل العمل الدؤوب، حيث أضحى الفريق قوة كروية بارزة، محققًا ثلاثة ألقاب لكأس العرش، ولقبين لكأس الكونفدرالية الإفريقية، وكأس السوبر الإفريقي.

اليوم، يواصل محمد مركوم رحلته بصمت، مستمرًا في أداء دوره بإخلاص، ساعيًا إلى ترسيخ روح العائلة داخل الفريق، مؤمنًا بأن كل نجاح يتحقق في الميدان، وراءه جنود يعملون في الظل، بإخلاصٍ لا يقبل المساومة.
