
لوريونطال/ أبو آية
لعل ما يميز الأجواء السياسية بمدينة بركان، هو عدم تناغم الرأي العام مع الكتل الناخبة. فالرأي العام المحلي يوزع ما يشبه استطلاعات رأي توجت أحزاب على حساب أخرى دون اعتبار لسمعة هذه الأحزاب محليا أو على الأقل ممثليها.
ويحاكم الرأي العام البركاني بقسوة بعض السياسيين إن حسب أهواء البعض، أو حسب المسار السياسي والحصيلة التي بصموا عليها خلال ولايتهم، سواء في تسيير الشأن العام المحلي أو تمثيل الإقليم وإسماع صوت مواطنيه داخل قبة البرلمان.
بيد أن الواقع يؤكد غير هذا كله، و يعد باستمرار نفس الأحزاب في تدبير شأن البركانيين، حيث أن الوجوه المرشحة لحدود الساعة يمكنها أن تواصل بنفس الأحزاب في التمثيلية النيابية أو الجماعية، مع استثناء سيشكله حزب الأحرار الذي غاب في الفترة الماضية، والذي ينذر بعودة قوية في شخص الدكتور محمد الصديقي، يضاف إليه حزب الاستقلال الذي، ورغم المخاض العسير الذي يعرفه محليا و وطنيا بعد توالي استقالات مناضليه، فإن فتوة الشباب ستصنع الفارق لا محالة في شخص حكيم بن عبدالله الذي يحظى بسمعة طيبة اكتسبها من مسؤوليته كرئيس للنهضة البركانية، وكذا وفاء عائلته للحزب الوردي منذ زمن، إضافة إلى الدعم اللامشروط الذي يحظى به من طرف عدد من الشخصيات الوازنة إقليميا.
وبالإضافة إلى هذين المرشحين، لا نبغي أن نغفل وجود ممثلي البام والبيجيدي والاتحاد الدستوري والحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي، هاته الاحزاب، يمكن أن تقول كلمتها، بل وتستطيع قلب الطاولة في آخر لحظة وتخلط الموازين، فمحمد ابراهيمي ورغم اكراهات التسيير التي واجهها كرئيس لبلدية بركان، فإنه لا زال يشكل نقطة قوة داخل السباق نحو البرلمان أو رئاسة المجلس لولاية أخرى، ولما لا وهو شخص مرن ومنفتح على المجتمع، هذا دون نسيان ممثلي الإقليم جهة اغبال وأحفير هذه المدينة التي عادة ما تخلق المفاجآت. فالدكتور محمد زردالي يؤكد حضوره مرة أخرى، وهو الذي كان قاب قوسين من الظفر بالمقعد الثالث خلال الاستحقاقات الماضية لولا سوء الحظ. رئيس جماعة أغبال الاستاذ رفيق اوباشير بدوره يشكل الحصان الأسود في هذه المحطة السياسية لما يتحلى به من حس سياسي كبير، قد يمكنه من تسيير الحملة بعقلانية وكسب أصوات الناخبين بأريحية.
وتبقى هذه مجرد قراءة مبسطة في الواقع السياسي بإقليم بركان على مشارف استحقاق شتنبر المقبلة، وليست بأي شكل محاولة للتأثير على الناخبين.
Hatta wahad fihom masalah intaha l kalam