
في ظل الإعداد لثورة بنيوية جديدة بمدينة وجدة لنفض غبار الإهمال الذي طال المدينة على مدى أزيد من سبع سنوات، تعود بنا الذاكرة إلى أزيد من عقد مضى من الزمن ، يوم كنا نحلم بوجدة أن تصير ستراسبورغ المغرب، وكأن ستراسبورغ الفرنسية كانت في الأول تحمل سمات مدينة الألف سنة، قبل أن تتطور.
بالامكانيات المسخرة وقتها، كان بالإمكان أن تصير وجدة حاضرة حقيقية ولذاتها وبالمواصفات ذات الخصوصية المغربية ، دون النزوع إلى فرنسة الإنجازات، لكن الذين سوقوا للفكرة كانوا قد أخطأوا التقدير أو جعلوا من الفكرة صهوة للامتطاء السياسي.
وجدة الجامعي ليست هي وجدة ابراهيمي وامهيدية، وأكيد لن تكون وجدة الخطيب الهبيل، الذي جمع ميزانية ضخمة قبل أن يرتد إلى المشككين طرفهم، وقبل أن ينظر البعض لكفية الخروج من الجمود القاتل والممل الذي يعيشه أبناء وجدة.
قد تصير وجدة أشبه بستراسبورغ دون أن يروج لذلك الوالي الجديد، لكن الأكيد أن ميزانيات ضخمة رصدت لإعادة البسمة للمدينة في صورة كاريكاتورية تبدو فيها خطوتان إلى الوراء من أجل خطوة إلى الأمام في صورة سيزيفية لا نتمنى أن تعود أبدا.
الحماس الذي بدأ به الوالي الخطيب الهبيل عمله، نتمنى صادقين ألا يخبو أو يفتر، لأن السواعد أحيانا تكون وهنة أو مكسورة، في ضوء الصورة غير المشرفة للموكول لهم تدبير الشأن المحلي من المنتخبين، والمرحلة تتطلب من الجميع، خاصة من وضعوا مصلحة المدينة فوق كل اعتبار وهم يضربون بكفوفهم على طاولات دورات المجالس، نكران الذات وترك الصراعات السياسية جانبا، ويكفي ما فوتوه على المدينة من فرص تنمية، كانت ستفيد المواطن كثيرا، على الأقل في تجويد الخدمات المختلفة والبسيطة المقدمة لهذا المواطن، الذي لا يرفع سقف المطالب كثيرا.
